شاركت المنظمة العربية للطيران المدني بوفد ترأسه سعادة المهندس عبد النبي منار، المدير العام للمنظمة، في أعمال الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي، المنعقدة بمدينة الرباط خلال الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبدعوة كريمة من الخطوط الملكية المغربية.
وافتتحت أعمال الجمعية بكلمات رسمية ألقاها كل من معالي السيد عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك بالمملكة المغربية، والسيد حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية ورئيس الجمعية العامة للاتحاد، والسيد عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، بحضور أكثر من 200 من كبار التنفيذيين والخبراء في مجال الطيران العربي والدولي.
وفي كلمته الافتتاحية، التي ألقاها نيابة عنه معالي وزير الصناعة والتجارة السيد رياض مزور، أكد معالي وزير النقل واللوجيستيك أن "المملكة المغربية على استعداد تام لدعم كل المبادرات الهادفة إلى توطيد التعاون والتكامل العربي في مجال الطيران المدني، وتفعيل الشراكات البينية بما يخدم مصالح دول وشعوب المنطقة".
وأضاف أن انعقاد هذه الدورة في المملكة "يجسد المكانة المرموقة التي يحظى بها قطاع النقل الجوي، وحرص المغرب الدائم على دعم العمل العربي المشترك وتعزيز التعاون بين الدول العربية في المجالات الحيوية ذات الأثر المباشر على التنمية والازدهار الاقتصادي".
من جهته، دعا السيد عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، إلى "توحيد الجهود لبناء منظومة طيران عربية مرنة ومسؤولة وتنافسية"، مشددا على أهمية "مواصلة الجهود الجماعية لتعزيز التعاون ورفع مستوى الفعالية، خدمة لاقتصاداتنا ومواطنينا".
كما أبرز أن انعقاد هذه الجمعية تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس "يعكس الأهمية التي يوليها المغرب لتنمية النقل الجوي باعتباره رافعة كبرى للنمو الاقتصادي وتعزيز السياحة والتبادل الثقافي في المنطقة العربية".
أما الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، السيد عبد الوهاب تفاحة، فقد قدم تقرير "حال الصناعة"، مؤكدا أن "قطاع النقل الجوي العربي أظهر مرونة كبيرة في مواجهة التحديات العالمية، وأن التعاون العربي المشترك يشكل ضمانة أساسية لاستدامة النمو ومواكبة التحولات التقنية والبيئية"، داعيا إلى "مواصلة التنسيق العربي لضمان الانتقال السلس نحو أهداف الاستدامة العالمية وتحقيق الحياد الكربوني".
وفي مداخلته، أكد سعادة المهندس عبد النبي منار، المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، على أهمية تعزيز الشراكة المؤسسية بين المنظمة والاتحاد العربي للنقل الجوي، مبرزا أن التعاون الوثيق بين الجانبين "يعد حجر الأساس للدفاع عن مصالح قطاع الطيران العربي وتوحيد المواقف داخل المحافل الدولية، ولاسيما منظمة الإيكاو".
وشدد سعادته على ضرورة التمسك بنظام كورسيا (CORSIA) كآلية عالمية عادلة لمعالجة انبعاثات الطيران، ورفض أي سياسات أو ضرائب أحادية الجانب من شأنها تقويض تنافسية الشركات العربية، مشيرا إلى أن المنظمة تولي اهتماما متزايدا لبناء القدرات العربية في مجالات الرقمنة والابتكار والطيران المستدام.
كما أشاد المدير العام في ختام كلمته بالمملكة المغربية، بلد المقر، على دعمها المتواصل للعمل العربي المشترك، وبالخطوط الملكية المغربية على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، مؤكدا أن "ما نلمسه اليوم من روح تعاون وتكامل بين مؤسساتنا العربية هو خير دليل على أن الطيران العربي يسير بخطى واثقة نحو مستقبل واعد يجسد طموحات شعوبنا في الوحدة والتقدم والريادة".
واختتمت أعمال الجمعية باعتماد قرار خاص بالطيران والبيئة، أكد فيه الاتحاد العربي للنقل الجوي التزام شركات الطيران العربية بالنمو المستدام وتحقيق الأهداف البيئية العالمية، ودعا إلى تسريع اعتماد آليات وقود الطيران المستدام (SAF) وتعزيز التنسيق الدولي تحت مظلة منظمة الإيكاو، مع التحذير من الإجراءات الانفرادية والضرائب البيئية التي قد تضعف تنافسية القطاع دون تحقيق مكاسب بيئية حقيقية.
كما دعا المشاركون إلى مواصلة العمل العربي المشترك لتطوير التشريعات وتحفيز الاستثمار في البنى التحتية للطيران، وبناء كفاءات عربية مؤهلة لمستقبل أكثر استدامة وابتكارا.