في إطار مذكرة التفاهم بين المنظمة العربية للطيران المدني والمنظمة الطيران المدني الدولي، ونظرًا لهدفها الاستراتيجي الثاني وهو "تنسيق المواقف بين الدول الأعضاء، والتمثيل الفعال في المحافل الدولية والدفاع عن مصالحها"، شاركت المنظمة العربية للطيران المدني في مؤتمر الملاحة الجوية الرابع عشر التابع للمنظمة الطيران المدني الدولي. وكانت فرصة لتفعيل الآلية التي تم تطويرها حديثًا والتي تحمل اسم: "آلية تنسيق المنظمة العربية للطيران المدني للأحداث الرفيعة المستوى" والتي سيتم تحليلها وتعزيزها بعمق من خلال الدروس المستخلصة.

من 26 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2024، استضافت منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) مؤتمر الملاحة الجوية الرابع عشر في مونتريال، مع التركيز على الموضوعات الرئيسية التي تشكل مستقبل الملاحة الجوية العالمية. يجذب هذا الحدث المحوري، الذي يُعقد كل بضع سنوات، ممثلي الحكومات وقادة الصناعة والخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة السياسات والتقنيات الناشئة وتحسينات الأداء في مجال الطيران. حضر المؤتمر أكثر من 800 مشارك من 110 دولة و28 منظمة. حملت نسخة 2024 أهمية خاصة حيث تستمر صناعة الطيران في التعافي من الوباء والتكيف مع المطالب الجديدة للابتكار والاستدامة والسلامة. يحدد جدول أعمال المؤتمر أربعة مواضيع حاسمة وجهت المناقشات.

البند 1 من جدول الأعمال: تحديث حول خطة عمل منظمة الطيران المدني الدولي 2023-2025 والتخطيط الاستراتيجي الطويل الأجل: يخص هذا البند من جدول الأعمال مراجعة وتحديث خطة عمل منظمة الطيران المدني الدولي الحالية، ومعالجة الأولويات والمحاذاة الاستراتيجية للمستقبل. تم تضمين ثلاثة مواضيع فرعية، على النحو التالي: 1. إعادة تحديد أولويات خطة عمل منظمة الطيران المدني الدولي 2023-2025: مع تعافي الطيران العالمي من تحديات السنوات الأخيرة، هناك حاجة لإعادة تقييم الأولويات. ناقشت المنظمة أين يجب تركيز الموارد والجهود لتلبية الاحتياجات الناشئة على أفضل وجه؛ 2. المحاذاة الاستراتيجية للخطط العالمية لتحسين الأداء: قامت منظمة الطيران المدني الدولي بتقييم كيفية توافق خطط الطيران العالمية GANP وGASP بشكل خاص مع الأهداف طويلة الأجل وتحسين الأداء (مجال التركيز الأولوي "PFA") ضمن خطة عمل منظمة الطيران المدني الدولي الحالية، مما يضمن الاتساق والتقدم عبر الدول الأعضاء؛ 3. تطور اللجنة الفنية لجمعية منظمة الطيران المدني الدولي: تم تقييم دور وهيكل اللجنة الفنية، المسؤولة عن توجيه الجوانب الفنية للطيران، لضمان تطورها جنبًا إلى جنب مع التحديات والابتكارات الجديدة.

البند 2 من جدول الأعمال: الاستخدام الآمن وفي الوقت المناسب للتكنولوجيات الجديدة: يعمل التقدم التكنولوجي على تحويل صناعة الطيران، متضمنة الذكاء الاصطناعي (AI) وأنظمة الطائرات بدون طيار (UAS) وشبكات الاتصالات الفضائية. ركز هذا البند على 1. تطوير تكنولوجيات الطائرات المساهمة في LTAG:  مما أدى إلى تقييم توافق البنية التحتية الحالية للمطارات والأنظمة والإجراءات التشغيلية مع تكنولوجيات الطائرات الجديدة القادمة؛ 2. معالجة الأطر التنظيمية والمعايير لمواكبة الابتكار: من خلال تعزيز تبادل المعلومات والتحديات والنهج التنظيمية وأفضل الممارسات وتطوير أطر تنظيمية إقليمية منسجمة وأنظمة قابلة للتشغيل المتبادل من خلال الآليات الإقليمية المناسبة لضمان التكامل الفعال لأنظمة الطائرات بدون طيار، حيثما كان ذلك مناسبًا. 3.- طبعة 2026-2028 من خطة سلامة الطيران العالمية (GASP):  حيث سيتم مراعاة المداخلات من المؤتمر، وكذلك الردود على الاستبيان حول تحديث خطة سلامة الطيران العالمية لمراجعة طبعة 2026-2028 من خطة سلامة الطيران العالمية.

البند 3 من جدول الأعمال: تحسين أداء نظام الملاحة الجوية: يعد تحسين أداء أنظمة الملاحة الجوية العالمية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة وكفاءة الطيران العالمي. في إطار هذا البند من جدول الأعمال، شملت مجالات التركيز الرئيسية ما يلي: 1. دراسة جدوى إنشاء برنامج كفاءة الملاحة الجوية التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي: مع ملاحظة أن منظمة الطيران المدني الدولي تجري دراسة حول جدوى إنشاء برنامج تدقيق كفاءة الملاحة الجوية التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي، أو أي مبادرة مناسبة أخرى، تشمل الدول والمنظمات الدولية ؛ 2. الانتقال إلى الطيران والتدفق - معلومات عن خدمات البيئة التعاونية ووقف خطة طيران منظمة الطيران المدني الدولي لعام 2012 بحلول عام 2034: مما سيؤدي من بين أمور أخرى إلى تعديل أحكام منظمة الطيران المدني الدولي ذات الصلة ومواد التوجيه لتمكين وقف خطة طيران منظمة الطيران المدني الدولي وخدمات الحركة الجوية المرتبطة بها على مستوى العالم بحلول عام 2034؛ و 3. تحديث المستوى الفني العالمي للطبعة السابعة من خطة الملاحة الجوية العالمية ومستوياتها الإقليمية والوطنية: حيث تنضر ان الخطة العالمية للملاحة الجوية المحدثة ستنظر في الأهداف الجديدة المتعلقة بمجال الأداء الرئيسي للبيئة ومجال التركيز على المرونة.

البند الرابع من جدول الأعمال: الاتصال المفرط لنظام الملاحة الجوية: مع تزايد ارتباط العالم، يجب على الطيران أن يتكيف مع المتطلبات الجديدة للتكامل السلس. يشير مصطلح فرط الاتصال في نظام الملاحة الجوية إلى التقارب بين مختلف التقنيات والأنظمة التي تمكن من التشغيل السلس عبر مختلف المناطق وأصحاب المصلحة. وتضمنت نقاط المناقشة الرئيسية ما يلي: 1. مفهوم الطائرات المتصلة والتحديات المرتبطة به: من خلال التعاون مع الدول وأصحاب المصلحة في الصناعة والمنظمات لتقييم الجوانب الفنية والتشغيلية لمزيد من النضج والتحقق من صحة مسودة مفهوم الطائرات المتصلة، بما في ذلك تقييم حل إدارة الحركة الجوية المفرط الاتصال بشكل أكبر؛ 2. الأمن السيبراني للطيران: تقديم إرشادات حول العناصر الأساسية لدعم الدول وأصحاب المصلحة في معالجة الأمن السيبراني للطيران، ودمج جميع أنشطة الأمن السيبراني للطيران بشكل شامل بطريقة متسقة ومنسقة.

وأخيرًا، جاء مؤتمر الملاحة الجوية لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024 في مرحلة حرجة لصناعة الطيران، مع إعادة تشكيل التكنولوجيات الجديدة للملاحة الجوية، واكتساب تحديات مثل الاستدامة والسلامة أهمية متزايدة. كان التركيز على التعاون والابتكار والاستراتيجيات طويلة الأجل التي ستوجه الطيران العالمي نحو مستقبل أكثر أمانًا وكفاءة واستدامة. لا يمهد هذا المؤتمر الطريق لاتخاذ قرارات رئيسية بشأن أنظمة الملاحة الجوية فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا وتبادل البيانات والتعاون العالمي في تطور صناعة الطيران.