صدر، مؤخرا، العدد 55 من مجلة "الطيران العربي"، التي تصدر عن المنظمة العربية للطيران المدني كل ثلاثة أشهر، والذي يقترح على القراء مجموعة من المواضيع ذات الراهنية، مع تخصيص حيز مهم لأهم المحطات التي عاشها قطاع الطيران المدني خلال الربع الثاني من عام 2024.
وأورد المهندس عبد النبي منار في الافتتاحية ان السعة المعروضة من قبل شركات النقل الجوي لصيف هذه السنة من حيث المقاعد عرفت ارتفاعا بنسبة 6% مقارنة بسنة 2023، بعد أن حققت زيادة بنسبة % 8,5 خلال الربع الأول من هذه السنة، وان السعة المخصصة لنقل البضائع هي أيضا عرفت ارتفاعا بنسبة %18,6 مقارنة بسنة 2023، بعد أن حققت زيادة بنسبة %21,5 خلال الربع الأول من هذه السنة)، كما ان ارتفاع عامل الحمولة ينبئ بتجاوز حركة النقل الجوي لما كانت عليه ما قبل الجائحة، نظرا لزيادة الطلب على السفر.
وأضاف منار أن التوقعات على الأمد المتوسط والطويل الصادرة عن مصنعي الطائرات، دفعت بشركات النقل الجوي إلى تعزيز أساطيل طائراتها والاقدام على استئجار واقتناء طائرات جديدة حيث بلغ عدد الطائرات المستأجرة حوالي 60% نهاية سنة 2023 بعد أن لم تكن لتتجاوز 10% في السبعينات، حسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي. إلا أنه مع تعافي نشاط النقل، برزت تحديات مرتبطة بالمشاكل التي لازالت سلسلة التوريد تعاني منها منذ جائحة كوفيد وتسببت في خصاص قطاع الغيار وإخضاع بعض مصنعي الطائرات الى إجراءات إضافية لتأمين سلامة وجودة الإنتاج؛ في الوقت الذي تتزايد فيه طلبيات اقتناء الطائرات، حيث أدت هذه العوامل إلى تأخير تسليم الطائرات الجديدة ابتداء من هذه السنة وهذا ما سيدفع بشركات النقل الجوي إلى التقليص من الرحلات وإمكانية استخدام الطائرات القديمة لمدة أطول، مع احتمال ارتفاع في التكلفة وفي أسعار تذاكر الطيران. هذا بالإضافة على القيود المتزايدة التي تفرضها المطارات على حركة الطائرات لعدم كفاية الطاقة الاستيعابية أو بسبب الضجيج الناتج عن هذه الحركة.
وشدد منار على ان صناعة النقل الجوي قد تتضرر من هذه الوضعية لفترة نتمنى ألا تطول، لكن في مثل هذه الظروف، علينا أن نظل حريصين على أولويات استدامتها ومن ضمنها السلامة.
وفي مقال بعنوان: "الرقمنة في طريق استدامة الطيران" أشارت الكابتن جيلان ياسر ان الرقمنة والاستدامة تعد من بين أكثر موضوعات النقاش شيوعًا في مجال الطيران. ومع التطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة، كان على شركات الطيران التكيف مع التحول الرقمي. وبينما يؤثر التحول الرقمي على جميع العمليات، فقد بدأ ملاحظة تأثيره على الاستدامة البيئية. ويجب حل العمليتين، اللتين يجب تنفيذهما معًا من خلال دراسة آثار الرقمنة على الاستدامة البيئية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، دون خلق تكاليف إضافية للشركات ودون مواجهة عواقب أكبر لاحقًا. وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تم إعداد خارطة طريق للأهداف العالمية في جميع أنحاء العالم. بسبب انبعاثات الكربون الناتجة عن صناعة الطيران، التي اكسبت جهود الاستدامة البيئية أهمية أكبر.
وكتب الكابتن أحمد شادي، الجزء الثاني من مقال: "تطبيقات الطائرات بدون طيار في الأنشطة المدنية"، أبرز فيه التحديات البيئية الناتجة عن استخدام الطائرات بدون طيار وتأثيرها على الحياة البرية والتوصيات الخاصة بسلطات الطيران المدني.
وكتب الدكتور عطية بن سعيد الزهراني، مقالا بعنوان: "ربط حزام الأمان أثناء الرحلة يقيك مواجع المطبات الهوائية" قدم فيه شرحا موسعا عن المطبات الهوائية وعلاقتها بتغير المناخ.
وتجدون ضمن العدد 55 أيضا مقالا للأستاذ أحمد بن جلوي العنزي حول: "كيفية تحقيق الطموح الإعلامي المنشود في قطاع الطيران"، تطرق فيه الى الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحقيق إعلام طيران فعال.
وتضمن العدد الجديد أيضا تقارير ومقالات وبرنامج الدورات للأشهر القادمة من عام 2024.