الطيران العربي"- كانت في نعومة أظافرها تحلم بأن تفرد ذراعيها وتحلق عاليًا، حلم الطيران داعبها منذ الصغر، وشغل أذهانها في مرحلة الصبى، فتحقق على أرض الواقع حينما انتهت من دراسة كلية الهندسة، لتمضي في طريقها نحو أن تحلق عاليًا، وهي تقود طائرةً تشق بها عنان السماء، وتجاور بها السحاب.
نهى إبراهيم سيدة مصرية جاءت من صعيد مصر بأحلام كبيرةٍ تفوق محيطها البيئي الذي تربت فيه بمدينة البداري في محافظة أسيوط، وأصبحت الآن أول مدربة طيران مصرية، وثالث سيدة تتولى مركز قيادة الطائرات.
تمكنت المرأة من تحقيق ما لم يكن يظن عقل بشري إنها قادرة على تحقيقه يوما ما، فهي لم تتولَ مناصب رفيعة أو تحصل على درجات علمية عالية، أو تقتحم مجالات لم يظن أحدا أن بمقدورها النجاح فيها فحسب، بل إنها أصبحت أيضًا من أوائل من يقوم بالتدريب على الطيران.
طبيعة عملها
كابتن طيار نهى إبراهيم ،المدربة بشركة «آير كايرو» التابعة لشركة الطيران الوطنية المصرية التابعة مصر للطيران، تقول إنَّها فخورة بما حققته من إنجاز، فهي أول سيدة مصرية تتولى مهمة التدريب على طائرة ركاب، مشيرةً إلى أن التدريب من أرقى مراتب الطيران.
وتوضح «كابتن نهى» أنَّها تدرب عبر طراز «إيرباص320» بعد ترقيتها من مدرب «سميوليتر» إلى التدريب على طائرة ركاب رحلات، مؤكدة أنَّ مهمة التدريب أمانة ورسالة تتطلب مؤهلات ومواصفات خاصة تتعلق بقدرة المدرب على توصيل المعلومة بأسلوبٍ راقٍ وبشكلٍ محترمٍ دون تعالٍ أو تفاخرٍ على المتدرب.
وعن مواصفات المدرب الناجح، ترى «نهى»، أنَّ المدرب الناجح لا بد أن تتوافر فيه القدرة على اكتشاف الأخطاء وسرعة تلافيها، مشيرة إلى أنَّ التدريب يتطلب البحث عن المعلومة والتفكير في اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.
وتصف «كابتن نهى» منظومة الطيران المدني بأنها عبارة عن منظومة عمل متكاملة، مضيفةً أنَّ نجاح الرحلة يبدأ من بوابة المطار وأسلوب أطراف المنظومة مع المسافرين.
روشتة نجاح
وقدمت « نهى» روشتة نجاح للعاملين بالمجال، قائلة إنَّ نجاح أي عمل يتوقف على مدي حب القائم عليه وتقديره وإخلاصه لهذا العمل وقدرته علي الإبداع والتميز وتحقيق الذات بعيدًا عن المقابل المادي، مبينةً ضرورة إعطاء العمل حقه بغض النظر عن مجاله وطبيعته، وبمنأى عن مقولة "على أد فلوسهم" من أجل تحقيق الرخاء والتنمية.
وتنصح كابتن نهى الطيارين الشباب بضرورة بذل الجهد والتضحية من أجل الإنجاز والوصول إلى الهدف مع عدم وضع حد للطموح، مؤكّدة أنَّ الطيران مهنة تتطلب التركيز والإطلاع على كل ما هو جديد في ظل التطورات والمتغيرات المتلاحقة عالميا على هذا المجال الحيوي.
لا مستحيل
ومضت كابتن نهي قائلةً إنَّه لا يوجد مستحيل في ظل الإصرار على تحقيق الطموح، مؤكدةً أنَّ المستقبل للقدرة العقلية وليست العضلية والوصول للهدف بالكفاح والجهد المتواصل بعيدًا عن الإحباط أو اليأس.
وتشدد نهى على ضرورة عدم الالتفات إلى دعاوي التفرقة العنصرية وإحباط المرأة وتقديم الفشل على النجاح، فتقول "إنَّ كل منا قادر على تحديد مستقبله من خلال تقييم قدراته وإمكاناته ومتطلباته لكي يحقق طموحاته وأحلامه".
وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجهها باعتبارها سيدة في التعامل مع الطيارين الرجال خلال مسيرتها، تقول كابتن نهى إن السيدة هي من تفرض أسلوب التعامل مع من حولها وهي من تجبر الآخر على احترامها، وذلك من خلال تركيزها في عملها واجتهادها فيه، ومع الوقت بدأ الجميع على التعود على وجود المرأة في المهنة.
تجدر الإشارة إلى أن كابتن نهى إبراهيم قد التحقت بالعمل في شركة «آير كايرو» في ديسمبر 1995 على "طراز إيرباص 600"، ثم ترقت للعمل على "الآير باص 340" في عام 2005، ثم كابتن طيار على إيرباص 320 ، ثم مدرب "سميوليتر" عام 2016، إلى أن أصبحت الآن مدرب على طائرة ركاب.