الرباط-تحتفل جامعة الدول العربية يوم غد الجمعة 22 مارس / اذار، بعيد تأسيسها الرابع والسبعين.

وكانت 7 دول عربية، وقعت قبل 74 سنة على ميثاق تأسيس جامعة الدول العربية، ثم تتابع انضمام الدول العربية إلى التوقيع على الميثاق حتى وصل عددها إلى 22 دولة عربية مستقلة، هي مجموع الدول الأعضاء التي تتألف منها جامعة الدول العربية والتي تعد حجر الأساس في تاريخ منظومة العمل العربي المشترك وأقدم منظمة دولية، حيث سبقت قيام الأمم المتحدة بـ 6 أشهر.

فكرة التأسيس

جاءت فكرة تأسيس جامعة الدول العربية من قبل بريطانيا ووزير خارجيتها آنذاك "أنتوني إيدن" في 29 مايو 1941، حينما أصدر بيان يعلن فيه دعم بلاده لمعاونة العرب، وبعد ذلك ألقى مصطفى النحاس، رئيس الوزراء المصري آنذاك، خطابًا في مجلس الشيوخ عام 1942، ليعلن فيه سعي مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث أمر الوحدة العربية، وجاءت تصريحات الملك عبد الله الأول، ملك الأردن، متوافقة مع ما دعا إليه النحاس باشا.

وبتاريخ 5 سبتمبر 1942 دعت مصر 7 دول عربية وهي لبنان والسعودية والعراق والأردن وسوريا واليمن لإيفاد مندوبين عنها للتشاور حول موضوع الوحدة، إضافةً إلى ممثل عن الفلسطينيين، وبعد مشاورات عدة جدد وزير الخارجية البريطاني، دعوته لمساعدة بلاده لقيام الجامعة العربية.

التأسيس

عقد مصطفى النحاس، اجتماعًا مع كل من جميل مردم بك رئيس الوزراء السوري وبشارة الخوري رئيس الكتلة الوطنية في لبنان، وادي هذا الاجتماع إلى إنشاء جامعة عربية تحتضن كافة الدول العربية وترعاهم، واجتمع زعماء الدول السبع؛ لوضع اللمسات الأخيرة للجامعة وتحديد أهدافها ومتطلباتها.

أهداف جامعة الدول العربية

سعت الجامعة العربيّة لتحقيق مجموعة من الأهداف تتلخّص في؛ توثيق علاقات التعاون بين أعضائها، ودعم التعاون بين الدول العربيّة الأعضاء بمختلف المجالات، وصيانة استقلال وسيادة الدول الأعضاء، والدفاع المشترك ضد أي عدوان على أي دولة عضو في الجامعة العربيّة.

رؤساء الجامعة منذ تأسيسها

وصل عدد رؤساء الجامعة العربية منذ تأسيسها إلى 8 رؤساء، وهم كالتالي؛ عبد الرحمن حسن عزام، ثم عبد الخالق حسونة، ثم محمود رياض، ثم الشاذلي القليبي، ثم عصمت عبد المجيد، ثم عمرو موسى، ونبيل العربي ثم أحمد أبو الغيط.

74 عاما من الجهد العربي المشترك

وقالت الجامعة في بيان نشر على موقعها الرسمي، إن أربعة وسبعين عاما من الجهد العربي المشترك، تسجل مسيرة طويلة حافلة بالاجتهادات والمحاولات والإنجازات بالرغم من الصعوبات والأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية على مر عقود من الزمن. ولقد كان تأسيس جامعة الدول العربية واحدة من الخطوات المهمة في إطار توحيد الجهود العربية في مواجهة التحديات التي تستهدف الكيان العربي في أساسه ووحدته وأمنه وازدهاره.

المجال السياسي

ففي المجال السياسي، تبذل الجامعة العربية أقصى الجهود لتنسيق مواقف الدول العربية في القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك، وتسوية بعض النزاعات العربية والحد من آثارها. وتفعيل الحضور العربي الجماعي في الأزمات الكبرى التي تشهدها المنطقة. وتحتل القضية الفلسطينية الصدارة على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية بكافة مستوياته، وقد أصدر المجلس العديد من القرارات التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني وسيادته على أرضه التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ومواجهة كل المخططات الإسرائيلية بتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها الحضارية والإنسانية. ونؤكد اليوم بأن القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية للأمة العربية إلى أن تتحرر كافة الأراضي المحتلة، ويعيش الشعب الفلسطيني حرا مستقلا في دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وفي إطار التعاون الدولي ثمة جهود كبيرة تقوم بها الجامعة العربية من خلال منتديات التعاون العربي الدولي التي تقيمها مع التكتلات الإقليمية والدولية الأخرى.

المجال الاقتصادي

وفي المجال الاقتصادي تقوم الجامعة العربية بجهود كبيرة لتنسيق السياسات الاقتصادية العربية، واستطاعت أن تكون بالفعل منصة لصياغة وإبرام العديد من الوثائق التاريخية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وتعزيز التعاون فيما بين الدول العربية لتحقيق التنمية بمفهومها الشامل. وتولي الجامعة العربية أهمية كبيرة لتنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة.

المجال الاجتماعي

وعلى الصعيد الاجتماعي تلعب الجامعة العربية دوراً هاما في صياغة وإطلاق العديد من الاستراتيجيات المشتركة التي تهدف إلى النهوض بدور المرأة في المجتمعات العربية، وتعزيز رعاية الطفولة والأمومة ومحو الأمية وتشجيع برامج الشباب والرياضة، والحفاظ على التراث الثقافي العربي. وأطلقت العديد من الاستراتيجيات في هذا السياق. كما يعد من أكبر إنجازات الجامعة العربية ما انبثق عنها من منظومة متكاملة للمنظمات العربية المتخصصة في كافة المجالات.

المجال الاعلامي

وعلى الصعيد الإعلامي، تقوم الجامعة العربية بالتواصل اليومي مع كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية، للتعريف بنشاطات الجامعة العربية وإنجازاتها، ولبناء جسور من التعاون والتنسيق مع الإعلاميين من مختلف الدول العربية، لتنسيق الجهود العربية بما يخدم القضايا المشتركة. كما أطلقت الأمانة العامة العديد من الاستراتيجيات في المجال الإعلامي منها: الاستراتيجية الإعلامية العربية، والاستراتيجية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، والخطة الإعلامية الدولية للتصدي للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، والخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030 التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب، واعتمدتها قمة الظهران في عام 2008 .

إن الاحتفال بذكرى تأسيس جامعة الدول العربية الرابع والسبعين له دلالات جازمة على أن هذه المنظمة، وهي أقدم وأعرق منظمة إقليمية ودولية، راسخة وثابتة ومستمرة بيتا لكل العرب، يجتمعون تحت سقفه، ويتحاورون بين أروقته وقاعاته ضمن رؤية عربية واحدة لصيانة المصالح العربية. كما يعد هذا الاحتفال فرصة لتقييم الظروف والإمكانيات، وتقييم الأداء في خضم هذه الأوضاع السائدة. ونؤكد في هذا الصدد على أهمية وحدة الصف العربي بما يساهم في تعزيز قدرة الدول العربية على حماية المصالح العربية المشتركة. والتأكيد على ثوابت وعناصر المواقف العربية من القضايا والأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة.

الجامعة العربية تستمد قوتها وحضورها من الإرادة الجماعية المشتركة للدول العربية، ولذلك فمن الضروري العمل على تمكين الجامعة من حيث التمويل والدعم السياسي والمعنوي، وتكاتف كل الجهود لترتقي بعملها إلى المستوى الذي تتطلع إليه الشعوب العربية. فالظروف التي تمر بها المنطقة تتطلب تضافر المزيد من جهود التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات الراهنة بهدف إحلال السلم والأمن والاستقرار للشعوب العربية، ونتطلع معا إلى القيام بدور أكثر فعالية في حياة المواطن العربي لتحقيق أهدافه وآماله.

أهم القرارت التاريخية الجامعة العربية

تبقى دعوة الملك فاروق إلى عقد قمة لوقف الهجرة اليهودية وتحقيق استقلال فلسطين، سنة 1946 من أهم قرارات جامعة الدول العربية، وكذلك سنة 1956 لما أقيمت قمة في بيروت بعد العدوان الثلاثي على مصر بعد أن عبرت عن دعمها للثورة الجزائرية.

وفي 1964 دعا الرئيس جمال عبد الناصر إلى بحث المشروع الإسرائيلي بتحويل مياه نهر الأردن، وكانت القمة في القاهرة، وفي 1967 قمة "اللاءات الثلاث" وتبنت شعار "لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل".

وفي عام 1973 بالجزائر: أكدت القمة التي عقدت بطلب من سوريا ومصر بعد حرب أكتوبر، ضرورة تحرير كافة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967.

1976 بالرياض: قمة سداسية للبحث في الحرب الأهلية في لبنان، دعت إلى وقف لإطلاق النار وتطبيق "اتفاق القاهرة".

1980 بعمان: قررت القمة مساندة العراق في حربه مع إيران، وفي 1987 بعمان قمة استثنائية قررت التضامن الكامل مع العراق.

1990 بالقاهرة: قمة لمناقشة الغزو العراقي للكويت وطالبت بانسحاب القوات العراقية على الفور.

2003: اتفق القادة العرب على "الرفض المطلق" لضرب العراق وضرورة حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية.